بيانات صحفية
مجلس العلاقات: أطفال غزة ضحايا إبادة جماعية وسط صمت دولي مريب
في اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال ..
مجلس العلاقات: أطفال غزة ضحايا إبادة جماعية وسط صمت
دولي مريب
غزة، فلسطين–
بمناسبة اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال
الأبرياء، أدان مجلس العلاقات الدولية-فلسطين صمت المجتمع الدولي المريب تجاه
الجرائم المرتكبة بحق أطفال غزة، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يمرّ في ظل "جريمة
العصر" المستمرة، حيث يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية بحق مئات
الآلاف من الأطفال في القطاع منذ أكثر من 600 يوم.
وأكد المجلس في بيان صدر عنه بهذه المناسبة أن أطفال
غزة تحولوا إلى أهداف مباشرة للآلة الحربية الإسرائيلية، في انتهاك صارخ للقانون
الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل. وتشير
الأرقام الصادمة إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طفل، من بينهم 932 طفلاً لم يكملوا
عامهم الأول، و53 طفلاً ماتوا جوعاً بسبب سياسة الحصار والتجويع الممنهج، بالإضافة
إلى آلاف حالات البتر والإعاقات الدائمة.
وشدد المجلس على أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات،
بل هي "جروح عميقة في جسد الضمير العالمي، وتدين عجزه وتواطؤه المخزي". مطالبًا
الأمم المتحدة ومؤسساتها، بما فيها اليونيسف ومجلس حقوق الإنسان، بـ"التحرك
الفوري لإنقاذ من تبقى من أطفال غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية
والطبية، وضمان الحماية الدولية لهم".
ودعا مجلس العلاقات الدولية المحكمة الجنائية الدولية
إلى "تسريع خطواتها في التحقيق بمحارق غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي
حرب"، مناشداً دول العالم الحرة والمنظمات الحقوقية تكثيف التضامن مع أطفال
فلسطين والضغط من أجل وقف العدوان ورفع الحصار، مؤكدًا أن الطفولة الفلسطينية ستظل
عنواناً للبراءة والصمود والمقاومة حتى نيل الحرية والاستقلال.
مرفق نص البيان كاملًا:
بيان
صادر عن مجلس العلاقات الدولية – فلسطين
بمناسبة
اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء
في
الرابع من حزيران من كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال
الأبرياء، والذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 آب/أغسطس عام 1982،
لتسليط الضوء على معاناة الأطفال حول العالم نتيجة العدوان والنزاعات المسلحة، لكن
هذا اليوم يمرّ على شعبنا الفلسطيني، وعلى أطفال غزة تحديداً، في ظل جريمة العصر
المستمرة، حيث يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية منذ أكثر من 600 يوم
على التوالي، بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم مئات الآلاف من الأطفال.
لقد
تحوّل أطفال غزة إلى أهداف مباشرة للآلة الحربية الإسرائيلية، في انتهاك صارخ
وممنهج للقانون الدولي الإنساني، وكل الاتفاقيات الدولية التي تكفل لهم الحماية
والرعاية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م،
ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
إن
المُتابع للأحداث المستمرة في قطاع غزة يستطيع بكل وضوح التعرف على مدى فداحة
الجريمة بحق الأطفال الفلسطينيين، حيث تشير الأرقام إلى أن أكثر من 18,000 طفل
استُشهدوا بفعل القصف المباشر، بينهم 932 طفلاً لم يُكملوا عامهم الأول، و 356 رضيعاً وُلِدوا ثم استُشهدوا خلال
العدوان.
وتشير
تقارير وزارة الصحة إلى أن 53 طفلاً ماتوا
جوعاً بسبب سياسة الحصار والتجويع الممنهج، وأن 14
طفلاً ارتقوا نتيجة البرد وانعدام أدنى مقومات الحياة،
وأن أكثر من 70,000 طفل يتهددهم الموت نتيجة سوء التغذية، وأن هناك أكثر من 4,700
حالة بتر في صفوف المصابين من الأطفال، بينهم ما لا يقل عن 846 طفلاً يعيشون
بإعاقات دائمة.
وتوضح
تقارير المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 42,000 طفل أصبحوا أيتاماً بعد فقدان
أحد والديهم أو كليهما، وأن ما يزيد عن 785,000 طالب وطالبة حرمهم الاحتلال من
حقهم في التعليم، بعد تدمير 149 مدرسة وجامعة بشكل كلي و369 بشكل جزئي، حيث أن 13,000 طالب استُشهدوا، و800 معلم و150
أكاديمياً اغتالتهم آلة الإبادة الإسرائيلية.
إن
مجلس العلاقات الدولية-فلسطين يشدد على أن هذه الأرقام لا تمثل إحصائيات صامتة، بل
هي جروح عميقة في جسد الضمير العالمي، وتدين عجزه وتواطؤه المخزي في وقف نزيف
الطفولة الفلسطينية.
إننا
في المجلس نؤكد على ما يلي:
§
تحميل
الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم الممنهجة المرتكبة بحق الأطفال
في غزة، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية مكتملة
الأركان.
§
نستنكر
الصمت الدولي المريب، وندين المواقف المزدوجة التي تمنح الاحتلال غطاءً سياسياً
وعسكرياً، وتمنع صدور قرارات دولية فاعلة لوقف العدوان.
§
نطالب
الأمم المتحدة ومؤسساتها، وخاصة اليونيسف ومجلس حقوق الإنسان، بالتحرك الفوري
لإنقاذ من تبقى من أطفال غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية والطبية،
وضمان الحماية الدولية لهم.
§
مطالبة
المحكمة الجنائية الدولية بتسريع خطواتها في التحقيق بمحارق غزة، ومحاسبة قادة
الاحتلال كمجرمي حرب، وعدم الرضوخ للضغوط السياسية التي تعيق العدالة.
§
توجيه
نداء عاجل لدول العالم الحرة، والمنظمات الحقوقية، والمؤسسات التربوية حول العالم
لتكثيف التضامن مع أطفال فلسطين، ودعمهم نفسياً وتعليمياً، والضغط من أجل وقف
العدوان ورفع الحصار.
§
أن
هذا العدوان الهمجي الذي يستهدف الأطفال هو جزء من مشروع استعماري إحلالي يسعى
لكسر إرادة هذا الشعب عبر تدمير أطفاله ومستقبله، ولن ينجح.
في
اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، لا نملك إلا أن نُحيي أرواح
شهدائنا من الأطفال الذين واجهوا أعتى آلة حرب بصمود يفوق عمرهم، ونؤكد للعالم أن
الطفولة الفلسطينية ستظل عنواناً للبراءة والصمود والمقاومة، حتى نيل الحرية
والاستقلال.
ستظل
غزة شاهدة على عنف الاحتلال، وشاهدة على فشل العالم في حمايتهم، لكنهم سيظلون شعلة
النصر القادمة.
صادر
عن: مجلس العلاقات الدولية – فلسطين
غزة
– 4 حزيران / يونيو 2025م