نشرات خاصة
ماذا نعرف عن مجلس الدفاع المشترك الخليجي بعد أسبوع من قصف قطر؟
قرر قادة دول مجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين الماضي، عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع المشترك الخليجي في الدوحة، لبحث الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية، وسط إدانات شديدة للانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر.
ووجه القادة مجلس الدفاع بعقد اجتماع عاجل بالدوحة يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، وأوضح البيان أن مجلس الدفاع الخليجي "سيقيّم الوضع الدفاعي للمجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان على قطر"، مؤكدا أنّ الاجتماع "سيوجه القيادة العسكرية لأخذ إجراءات لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع".
والأسبوع الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري، فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، واستشهاد مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وعلى ضوء اجتماع مجلس الدفاع المشترك لدول التعاون الخليجي، تستعرض "عربي21" أبرز المعلومات المتوفرة عن العمل العسكري المشترك بين دول الخليج وقوات التابعة للمجلس وتشكيلاتها العسكرية.
التأسيس
انعقد الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة الرياض عام 1981، لبحث مجالات التعاون العسكري، وتم رفع عدد من التوصيات لبناء وتعزيز التعاون العسكري فيما بين القوات المسلحة بدول المجلس.
ومنذ الاجتماع الأول، تم إقرار العديد من الدراسات والأنظمة والاستراتيجيات التي شملت العديد من مجالات العمل العسكري المشترك، وركزت تلك القرارات على الإمكانات المتوفرة والمتطلبات الدفاعية ومصادر التهديد وحجمها ومختلف أشكال المخاطر وتنوعها، إلى جانب التركيز على التحديات التي قد تواجه دول المجلس.
اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي
وقع قادة المجلس على اتفاقية الدفاع المشترك في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى في المنامة نهاية عام 2000، والتي تنص على التحول من مرحلة التعاون العسكري إلى مرحلة الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي.
أكدت الدول الأعضاء في الاتفاقية إلتزامها بالنظام الأساسي لمجلس التعاون، واحترامها لميثاقي جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، كما أكدت عزمها على الدفاع عن نفسها بصورة جماعية، انطلاقاً من أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها مجتمعة، وأن أي خطر يهدد إحداها إنما يهددها جميعا.
ونصت الاتفاقية على عزم الدول الأعضاء تعزيز العمل العسكري المشترك فيما بينها، ورفع قدراتها الذاتية الجماعية لتحقيق أعلى مستوى من التنسيق لمفهوم الدفاع المشترك، والاستمرار في تطوير قوات درع الجزيرة المشتركة، ومتابعة تنفيذ التمارين المشتركة، وإعطاء أهمية لتأسيس وتطوير قاعدة للصناعة العسكرية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال.
الإستراتيجية الدفاعية لدول مجلس التعاون
وافق قادة دول مجلس التعاون في الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى والمنعقدة في الكويت نهاية عام 2009 على الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد حددت الاستراتيجية رؤية واضحة تعمل دول المجلس من خلالها على تنسيق وتعزيز تكاملها وترابطها وتطوير إمكانياتها للدفـاع عن سيادتها واستقرارها ومصالحها، وردع العدوان والتعاون لمواجهة التحديات والأزمات والكوارث من خلال البناء الذاتي والعمل المشترك وصولاً للتكامل الدفاعي المنشود.
وأكدت الاستراتيجية على الأسس والثوابت التي تنطلق منها، وحددت الأهـداف الدفـاعيـة الاسـتراتيجية وطـرق ووسـائل تحقيقها، إلى جانب تأكيدها على أهمية إجراء التقييم الاستراتيجي الشامل للبيئة الأمنية الاستراتيجية، والتهديدات الاستراتيجية والتحديات والمخاطر بصفة دورية.
قوات درع الجزيرة
كانت أولى خطوات تشكيل القوات العسكرية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي عام 1982، وتلى ذلك صدور العديد من القرارات لتطوير هذه القوة، بما يتناسب مع المتغيرات في البيئة الأمنية ومصادر وأنواع التحديات والمخاطر والتهديدات التي قد تواجه دول مجلس التعاون، لتصبح بحجم فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها القتالي والإداري.

جرى تطوير هذه القوات عام 2006، وتم تعزيزها بجهد بحري وجوي وفقا للمفاهيم العملياتية، وذلك لرفع كفاءتها القتالية، بما يكفل تنفيذ مهام التعزيز والإسناد للقوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي بصورة كاملة. وفي عام 2009 تم تعزيز قوات درع الجزيرة المشتركة عام 2009 بقوة التدخل السريع.
تطوير قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة
جرى اعتماد تطوير قيادة هذه القوات في الدورة الرابعة والثلاثية للمجلس الأعلى الخليجي والمنعقدة في الكويت نهاية عام 2013، لتكون القيادة البرية الموحدة التابعة للقيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، وأن تكون بمسمى "قيادة قوات درع الجزيرة"، ويجري حاليا على استكمال مرتباتها من القوى البشرية والتسليح.
القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي
تهتم هذه القيادة بتخطيط وإدارة العمليات العسكرية المشتركة، ومساندة وتعزيز القدرات الدفاعية لدول المجلس، للدفاع عن أراضيها وأجوائها ومياهها، ولمواجهة التهديدات المحتملة على دول المجلس ومصالحها، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك.
قرر المجلس الأعلى في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة في الكويت نهاية عام 2013، إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، طبقاً للدراسة التفصيلية التي رفعها مجلس الدفاع المشترك، وتمت المصادقة على قرارات مجلس الدفاع المشترك ذات العلاقة بإنشاء هذه القيادة وتفعيلها.
مركز العمليات البحري الموحد
جرى الاتفاق على إنشاء مركز العمليات البحري الموحدة في الدورة الثالثة عشر لاجتماع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة نهاية عام 2014، على أن يكون مقر المركز في مملكة البحرين.
وجرى افتتاح المركز في شباط/ فبراير 2016 برعاية ملك مملكة البحرين، وبمشاركة رؤساء أركان القوات المسلحة بمجلس التعاون الخليجي.