نشرات خاصة
ترامب يقر بمساهمة ميريام أديلسون في قراراته بشأن المنطقة.. تعرف إليها
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته، اليوم الاثنين، أمام الكنيست الإسرائيلي قبيل توجهه إلى شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبحث مستقبل القطاع، بعدد من المسؤولين في إدارته ومستشاريه، وكان لافتاً توجيهه تحية خاصة إلى سيدة الأعمال الأميركية اليهودية ميريام أديلسون التي حضرت الجلسة، كاشفاً أنها ساهمت وساعدت في تشكيل قراراته بخصوص الشرق الأوسط.
وتفاخر ترامب في خطابه أمام الكنيست بأنه اعترف بعاصمة إسرائيل وبنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وذكر أن ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون كانا وراء دفعه لاتخاذ بعض قراراته بخصوص الشرق الأوسط، قبل أن ينتقل بالحديث إلى ميريام "أليس صحيحاً يا ميريام؟"، مشيرا إلى "أنها وزوجها زارا البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر"، وأن ثروتها تصل إلى 60 مليار دولار، وأنهما دفعاه للتفكير في الاعتراف بضم إسرائيل الجولان معتبرا ذلك واحدا من أعظم قراراته. وخلال ولايته الرئاسية الأولى (من 2017 حتى 2021) أصدر ترامب قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، خلافا لما تنص عليه القرارات الدولية، كما اعترف بضم إسرائيل مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وهو ما أثار انتقادات دولية آنذاك.
وأقر ترامب في كلمته بأن "ميريام تضع إسرائيل أولاً قبل موطنها الولايات المتحدة التي تحمل جنسيتها". وطلب منها أن تقف وهي تتلقى التحية من الجميع، ثم قال: "سأقول شيئا ربما يوقعها في مشكلة. لكنني سألتها ذات مرة: ميريام. أعلم أنك تحبين إسرائيل، لكن أيهما تحبين أكثر، الولايات المتحدة أم إسرائيل؟ رفضت الإجابة. ربما يعني هذا إسرائيل. نحبك. شكرا لك عزيزتي على حضورك هنا. إنها امرأة عظيمة". وأشار إلى انخراطها وأسرتها في دعم إسرائيل قائلا: "لقد كانا مسؤولين عن الكثير. إنها تحب هذا البلد. تحب هذا البلد".
تبرعت ميريام أديلسون التي تدير ممتلكات العائلة، والمانحة الجمهورية البارزة، بأكثر من 100 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية 2024 لتكون ثالث أكبر متبرع بعد المليارديرين إيلون ماسك وتيموثي ميلون، وهي سيدة صهيونية، ورثت جزءاً كبيراً من ثروتها عن زوجها الملياردير شيلدون أديلسون الذي توفي عام 2021، وكانت تقدر آنذاك بـ30 مليار دولار، واحتل قبيل وفاته المركز التاسع عشر بين أغنى أثرياء العالم، حسب ما ذكر تصنيف سابق لمجلة "فوربس" المتخصص في تقييم الثروات حول العالم.
وتداولت الصحف الأميركية سابقاً أن شرطها خلال تبرعها أن يطلق الرئيس ترامب يد إسرائيل في الضفة الغربية، وهو ما كان متحققا بالفعل على مدار الثمانية أشهر، كما ألغى في أيامه الأولى عقوبات وقعتها إدارة سلفه جو بايدن على مستوطنين إسرائيليين في الضفة، وأطلق أيديهم هناك ورفض إدانة مقتل أميركيين على أيديهم، وحين سئل في فبراير/شباط الماضي عما إذا كان يؤيّد ضمّ إسرائيل الضفة، فقال: "لن أتحدث عن ذلك، لكن مساحة إسرائيل صغيرة جداً"، واستطرد: "إسرائيل دولة صغيرة جداً. مكتبي يشبه الشرق الأوسط، وهل ترى هذا القلم في يدي. إنه جميل جداً بالمناسبة. إسرائيل تشبه رأس هذا القلم فقط، وهذا ليس جيداً، أليس كذلك؟ لقد استخدمت هذا للتشبيه، وهو تشبيه دقيق جداً في الواقع، إنها دولة صغيرة جداً، ومن المذهل أنهم تمكنوا من تحقيق ما حققوه. إنها بالفعل مساحة صغيرة جداً".
واستمر ترامب طوال الأشهر الماضية في عدم تحديد موقفه حول موقف الولايات المتحدة من الضفة، زيادة على غموض الموقف، أصبح التصريح الرسمي لوزارة الخارجية، سواء من خلال وزير الخارجية ماركو روبيو أو المتحدثين الرسميين للوزارة في مؤتمراتهم الصحافية، يتضمن إعطاء إجابة تحيل إلى الرئيس ترامب. غير أنه في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي ومع إعلانه أنه يرغب في وضع خطة للسلام في الشرق الأوسط، قال إنه لن يسمح بضم إسرائيل الضفة الغربية في تراجع عن موقف كان مائعا على مدار أشهر. والأيام الماضية حتى بعد الإعلان عن صفقته للسلام في الشرق الأوسط ووقف الحرب، سُئل ترامب عن موقف من الضفة الغربية غير أنه عاد مجدداً ورفض إعطاء إجابة واضحة.
وتمتلك عائلة أديلسون صحيفة "إسرائيل اليوم"، وظهرت مريام اليوم في الكنيست برفقة ابنها ماتان وعضو الكنيست عن حزب الليكود بوعز بيسموث الذي شغل سابقا منصب رئيس تحرير الصحيفة. وللعائلة تاريخ كبير في دعم ترامب، رغم أن ميريام وزوجها لم يكونا من أوائل المؤيدين له غير أنهما تبرعا له في انتخابات 2016 بمبلغ 20 مليون دولار لصالح مؤسسة مؤيدة له، كما أنفقت العائلة 123 مليون دولار على مرشحين جمهوريين ومحافظين في انتخابات التجديد النصفي 2018.
وفي 2020، أنفقت ميريام وزوجها 180 مليون دولار لدعم ترامب والجمهوريين، من بينها 75 مليون دولار للجنة عمل سياسي لتمويل إعلانات ضد بايدن. وكشف الزوجان أنهما تبرعا بنحو 500 مليون دولار، معظمهما للجمهوريين ولدعم سياسات إسرائيل المتشددة والقضايا المحافظة، وذلك وفقا لما تظهره ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية، وإضافة إلى هذا المبلغ أكثر من 100 مليون دولار تبرعت بها لحملة ترامب في الانتخابات الأخيرة.
ولعبت عائلة أديلسون دوراً حاسماً في صياغة بروتوكولات ترامب وقراراته الحاسمة المؤيدة لإسرائيل في دورته الرئاسية الأولى، وما زالت ميريام أديلسون تلعب الدور نفسه في الدورة الحالية، وهو ما ظهر في خطاب ترامب في الكنيست، فهي الشخص الأميركي الوحيد التي أشاد بدورها بجانب مسؤولي إدارته وصهره جاريد كوشنر. تناولت ميريام أديلسون، التي تعد خامس أغنى امرأة في العالم، العشاء مع ترامب ست مرات بين عامي 2023 و2024، وطبقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو/حزيران 2024، تمحورت معظم النقاشات بينهما حول إسرائيل إضافة إلى عائلتيهما.